لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيفكم بنات انشاء الله تمام
راح ادخل بالموضوع من دون مقدمات موضوعي يتكلم عن
يوميات الرسول صلى الله عليه وسلم فى رمضان
المؤمن يفرح بمواسم الطاعة ، يفرح بمواسم الخير ، لأن المؤمن الصادق لا يفرح إلا بفضل الله ، وهل هناك فضل يفوق فضل الله تبارك وتعالى علينا في هذا الشهر العظيم
قال جل جلاله : ( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) (يونس/58)
ايتها الحبيبة:
:الله الله في قيام رمضان" من قام – أي من صلى صلاة التراويح – من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "
ولا تنفلت – أي لا تخرج – من المسجد حتى ينتهي الإمام من صلاة التراويح ، ليكتب الله لك قيام ليلة كاملة كما قال الصادق الذي لا ينطق عن الهوى
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أنه قال : " قال الله تعالى : أنا عند ظن عبدي بي ، وأنا معه إذا ذكرني ، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم وإن تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعا وإن تقرب مني ذراعا تقربت منه باعاً وإن أتاني يمشي أتيته هرولة
ترى كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضى يومه فى رمضان ؟ ،
الحقيقة أن تأمل أحاديثه الشريفة يدلنا على الطريق ويوضح لنا كيف كان صلى الله وسلم يسعى للتخفيف على المسلمين فى تأديتهم لعباداتهم دون إرهاق أو شعور بثقلها ، بل إنه كان ينهى الصحابة عن المبالغة ، فالصوم ليس تعذيب للنفس بقدر ما هو تهذيب لها وتعويدها على الصفاء الروحى والنفسى ففى المدينة ارض الهجرة ودار الإيمان وفبة الإسلام كتب الصيام على المسلمين بعد أن ثبت الله أقدامهم وأظهر نوره ، وكان فرض الصيام فى يوم الأثنين لليلتين خلتا من شهر شعبان من السنة الثانية للهجرة ، ققى تلك الليلة المباركة نزل جبريل عليه السلام مبعوثاً من عند الله بقوله تعالى : ” يا أيها الذين أمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون
وخرج سيد المرسلين من منزله إلى المسجد وجلس مخاطباً اصحابه ومبشراً بفرض الصيام قائلاً : “أتاكم شهر خير وبركة يغشاكم الله فيه فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء فأروا الله فيه من انفسكم خيراً فإن الشقى من حرم فيه رحمة الله عز وجل ” ، وفرض الصيام على المسلمين فى هذا الشهر الذى فضله الله فأنزل فيه القرآن بعد أن نزلت فيه جميع الكتب السماوية ، فقد روى بن عباس أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ” أنزلت صحف إبراهيم فى أول ليلة من شهر رمضان وأنزل الانجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان وأنزل الزبور لثمانى عشرة من رمضان وانزل القرآن لربع وعشرين خلت من رمضان” .
وأولى الرسول الكريم هذا الشهر بمكانة خاصة ، فكان إذا راى الهلال قال: ” اللهم اجعله هلال رشد وخير ىمنت بالذى خلقك ” ثلاث مرات ، ثم يقول ” الحمد لله الذى ذهب بشهر شعبان وآتى برمضان
وربما كانت رؤية الهلال أول يوميات الرسول صلى الله عليه وسلم فى هذا الشهر الفضي يدرك معنى قدوم رمضان لذا فقد كان يكثر من الاستغفار فى هذا اليوم بل ويحرص على تبليغ الصحابة فضل الاستغفار فى هذا الشهر : ” رمضان .. أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار فاستكثروا فيه من أربع خصال : خصلتان ترضون بهما ربكم ، وخصلتان لا غنى بكم عنهما ، فأما الخصلتان اللان ترضون بهما ربكم ، وأما الخصلتان اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الله الجنة وتعوذون به من النار “.
وكان صلى الله عليه وسلم) يحرص على تناول المسلمين إفطارهم على يديه قبل صلاة المغرب ويخطب فيهم :” أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعاً، من تقرب فيه بخصلة من الخيركان كمن أدى فريضة فيما سواه ومن أدى فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه ، وهو شهر الصبر والصبر صوابه الجنة، وشهر المواساة وشهر يزداد فيه رزق المؤمنين ، من أفطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق لرقبته من النار وكان له مثل أجره من غير أن ينتقص من أجره شىء” ، وحتى لا يثقل على البسطاء أو يحرمهم من هذا الثواب العظيم جعل صلى الله عليه وسلم) التمر واللبن كافيان لتحقيق الغرض ، فليس مطلوباً من المسلم أن يكلف نفسه ما لا تطيق كى يحصل على رضا الله لذا كان (صلى الله عليه وسلم) يقول للمسلمين : “يعطى الله هذا الثواب لمن افطر صائماً على تمرة أو شربة ماء أو مذقة لبن
ولم يكن الرسول يبالغ فى صيامه ، بل إنه رفض الرهبانية فى الصيام لأنها ليست من الإسلام ، ومع بداية فرض شهر الصيام كان كثير من الصحابة حريصون على نيل أعلى درجات رضا الله سبحان وتعالى ، و حدث أن جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم) مع االمسلمين قبل صلاة الفجر فى أحد أيام رمضان وتحدث عن قصص القرآن الكريم واصفاً هول يوم القيامة ، فبكى الناس رهبة وخوفاً ، وعقب هذا الحديث اجتمع عشرة من الصحابة فى بيت عثمان بن مظعون من بينهم: ” أبو بكر الصديق وعلى كرم الله وجهه وعبد الله بن مسعود وأبو ذر الغفارى” واتفقوا على أن يصوموا النهار ويتعبدوا الليل وأن لا يناموا على الفراش وأن لا يأكلوا اللحم ولا الوأن لا يستعملوا الطيب وأن يرفضوا الدنيا طيلة شهر رمضان ، فلما بلغ الرسول ذلك قال لهم “أنبئت أنكم اتفقتم على كذا وكذا ، قالوا: نعم يارسول وما أردنا إلا الخير ” ، فقال (صلى الله عليه وسلم) : انى لم أومر بذلك ، إن لانفسكم عليكم حقا فصوموا وافطروا وقوموا وناموا فانى أقوم وأنام وأصوم وأفطر وآكل اللحم والدسم وآتى نسائى ، فمن رغب عن سنتى فليس منى “، ثم دعا (صلى الله عليه وسلم) الناس على اجتماع وخطب فيهم : ” ما بال اقوام حرموا النساء والطعام والطيب والنوم وشهوات الدنيا أما انى لست آمركم أن تكونوا قسيسين ورهبانا ، فليس فى دينى ترك اللحم والنساء ولا اتخاذ الصوامع وإن سياحة أمتى الصيام ورهبانيتهم الجهاد ،اعبدوا الله تعالى وآتوا الزكاة وصوموا رمضان واستقيموا يستقم لكم ،فإنما هلك من قبلكم بالتشديد،شددوا على انفسهم فشدد الله عليهم فأولئك بقاياهم فىالدياروالصوامع
هكذا كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعلم المسلمين الأوائل ، وهكذا حذر من تحول العبادة إلى رهبانية ، وتعالوا نتوقف عند عمل مهم كان (صلى الله عليه وسلم) يحرص على تأديته فى شهر رمضان ونقصد صلاة التراويح ، فقد روى أنه خرج (صلى الله عليه وسلم) فى جوف الليل وصلى فى المسجد فصلى الناس بصلاته فأصبح النالس يتحدثون بذلك فاجتمع عدد كبير منهم فخرج الرسول فى الليلة الثانية فصلوا بصلاته وفى الليلة الثالثة كثر أهل المسجد وخرج الرسول فصلوا بصلاته ، وفى الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله ، لكن الرسول لم يخرج إليهم ، فذهب بعضهم إليه فلم يخرج إلا فى صلاة الفجر ، وبعد الانتهاء منها أقبل عليهم ثم تشهد وقال :” أما بعد فإنه لم يخف علي شأنكم الليلة ، لكننى خشيت أن تفرض عليكم صلاة الليل فتعجزوا عنها ” ، وكان (صلى الله عليه وسلم) يصلى بالناس ثمانى ركعات فقط ويكملون فى بيوتهم ما يشاءون ، ولم يحدث أن وصل الرسول بعدد ركعات صلاة التراويح إلى العشرين كما يعتقد البعض ، وإنما حدث ذلك فى عهد الصحابة ، بل إن صلاة التراويح وصلت فى عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز إلى ست وثلاثين ركعة ، وكان المقصود من زيادتها مساواة المسلمين بأهل مكة فى الفضل لأن أهل مكة كانوا يطوفون بالكعبة مرة بعد كل أربع ركعات ، فرأى عمرأن يصلى الناس أربع ركعات بدل كل طواف .
ونأتى إلى ليلة مهمة من ليالى الرسول فى رمضان وهى ليلة القدر ، فقد سألت السيدة عائشة رضى الله عنها رسول الله عما يجب عليها أن تقوله فى تلك الليلة ،فقال: ” قول: اللهم انك عفو تحب العفو فأعف عنى “، وروى أبو هريرة أن النبى (صلى الله عليه وسلم) قال: من قام ليلة القدر إيمانا واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه “
ولم يحدد (صلى الله عليه وسلم) تلك الليلة ، لكنه كان يجتهد فى طلبها فى العشر الأواخر من رمضان معتكفاً فى المسجد ، وروت السيدة عائشة أنه صلى الله عليه وسلم) كان إذا دخل فى العشر الأواخر من رمضان يحيى الليل بالتلاوة والذكر ويكثر من الاستغفار ويشتد فى العبادة ويعتزل النساء “.
وهكذا نأمل أن نكون قد توصلنا إلى ملامح يومياته صلى الله عليه وسلم فى الشهر الفضيل
منقووووووووووول للامانه